بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعَل قلوب العباد بين أصبعين مِن أصابع الرحمن، يُقلبها كيف يشاء، ويُزيغها أو يُثبتها كيف يشاء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، أمَّا بعدُ :
فهذه محاضرةٌ قيمةٌ وبليغةٌ - جدًا – نحن بحاجة ماسَّة إليها في هذه الأزمان التي اختلط فيها الحابل بالنابل، وتساقط فيها الكثير ممن كان يُشار إليهم بأطراف البنان، لشيخنا الشهيد فيما نحسبه المنافح عن الحق والمدافع عن سنة سيد الخلق سعيد بن دعاسٍ اليافعي – رحمه الله وسقاه من سلسبيل الجنة – حيث تحدَّث – رحمه الله - فيها عن تقلب قلوب الرجال عند حلول الفتن، وساق فيها بما يشفي العليل ويروي الغليل لمن أراد السير على درب النجاة والهدى . فقمتُ – بتوفيق الله وعونه – وبمشاركة الإبن موسى بتفريغها وضبطها بما نرجو مِنَ الله – جلَّت قدرته – أن ينفع بها قارئها وسامعها وكل مَن وصلت إليه، كما أسأله – سبحانه وتعالى – أن يرحم صاحبها، و يرفعه في عليين ويرحمه، ويجعله فوق كثيرٍ مِن خلقه يوم يقوم الأشهاد، والحمد لله لا رب سواه .